فى اطار حرص مصر الشديد على سلامة الغذاء استضافت مصر مؤتمر الغذاء الافريقى لمحاربة الجوع و الاستفادة من التكنولوجيا الحديثه لزيادة الانتاج الزراعى ذو الجوده العاليه والخالى من الملوثات . من هنا اود ان اشير الى احد اهم عناصر الحصول على محاصيا زراعيه امنه وهو فترة ماقبل الحصاد.و المقصود بها( تلك الفتره الزمنيه من اخر رشه او معامله للمحصول وحتى الحصاد (النضج)).
تعتبر المبيدات من العناصر التى يصعب الاستغناء عنها فى العمليه الزراعيه لإنتاج إمدادات غذائية كافية لعدد متزايد من سكان العالم. يمكن أن يكون لمخلفات مبيدات الآفات المتبقية على المحاصيل التي تم حصادها تأثير ضار على البشر والبيئة . من ناحية أخرى ، تلعب المبيدات دوراً رئيسياً في مكافحة آفات الحشرات والأمراض. يتأثر إنتاج الفواكه والخضروات بشدة بسبب الآفات والأمراض النباتية والتى تسبب خفض الانتاج بنسبة من 20 إلى 40 في المائة من انتاج المحاصيل على مستوى العالم. للتغلب على هذه الحالات ، يستخدم المزارعون المبيدات لأنها الطريقة الأكثر ملائمة واقتصادية للسيطرة على الآفات والأمراض الحشرية و الفطريه. ودائما نقدم لهم التوصيات بالالتزام بفترة ما قبل الحصاد (PHI ) المدونه على البطاقه الاستدلاليه فما هى اهميتها وكيفية تقديرها وتاثيرها علي العائد الاقتصادى.
فترة ما قبل الحصاد (PHI) هو انعكاس لنمط استخدام مبيدات الآفات وكمية بقايا المبيدات المسموح بها على المحصول عند الحصاد. تتأثر مستويات بقايا المحصول بنمو المحصول ، والظروف البيئية (مثل المطر أو الأشعة فوق البنفسجية) والكائنات الحية الدقيقة في النباتات والتربة و موسم الزراعه و نوع الافه وتوقيت مكافحتها. لذلك يجب أن تكون PHI طويلة بما يكفي للسماح لبقايا مبيدات الآفات في المحاصيل أن تتحلل إلى مستوى مقبول.
تهدف فترة ما قبل الحصاد تجنب حدوث اضرار صحيه وبيئيه وذلك من خلال عدم السماح بطرح المحاصيل للاستهلاك قبل انقضاء هذه الفترة. هذه القيمه مهمه جدا ومن اهم عوامل نجاح الممارسات الزراعيه الجيده ونجاح المزارعين فى عمليات التصدير وما يتبع ذلك من انعكاس على الدخل القومى.من المهم احترام قيم ال PHI حتى لا يتم تجاوز الحد الأقصى المسموح به لمحصول معين. يمكن أن تشكل المتبقيات التي يتم العثور عليها والتي تزيد عن الحد الأقصى MRL للمواد الغذائية انتهاكًا للوائح الغذاءوقد تشكل أيضًا خطراً على صحة المستهلكين في مثل هذه الحالات ،وتسبب خسارة اقتصاديه نتيجة للاجراءات المتبعه لحماية وسلامة المواطن حيث يمكن ضبط المحصول المحصود أو تدميره أو حظره للتصدير.
تختلف هذه القيمه من مبيد لاخر ومن محصول لاخر وايضا تختلف لنفس المبيد بنفس التركيزعلى نفس المحصول طبقا للافه المستهدفه وتوقيت ظهورها و طريقة مكافحتها.لذا على جميع المزارعين اتباع الطريق الصحيح المؤدى فى نهايته الى محصول امن للاستهلاك المحلى والتصدير وذلك من خلال اولا اختيار المبيد المناسب الموصى به على المحصول المناسب لمكافحة افه بعينها. مع مراعاة التركيز ومعدلات الرش المدونه على البطاقه الاستدلاليه.
يتم تقدير فترة ما قبل الحصاد من خلال بروتوكول واضح باجراء تجربه حقليه تحت معايير GAP الممارسات الزراعيه الجيده ثم اخذ العينات للتحليل على فترات وفقا للبروتوكول ثم تحليل هذه العينات باحدث الطرق والاجهزه الدقيقه و مقارنة نتائج التحاليل بقيم ال MRL المنشوره دوليا لتحديد فترة ما قبل الحصاد.
عند اجراء التجربه الحقليه ينصح بعدم الرش وقت الظهيره او عندما تكون الرياح شديده وعند سقوط الامطار.مع مراعاة ان يكون الرش فى نفس اتجاه الرياح وليس عكسها وانسب توقيت للرش هو فى الصباح الباكر او قبل المساء. اختيار الرشاشه المناسبه واختبارها قبل اجراء عملية الرش مهم جدا فى التاثير على كمية المتبقى من المبيد وبالتالى على قيم ال PHIكما يجب عمل معايره للمساحه المراد رشها وذلك لتحديد حجم محلول الرش مع تركيز ومعدل المبيد المستخدم بشكل دقيق. نحن لا نريد الوصول لمحصول امن فقط لكن من المهم جدا الحفاظ على الشخص القائم بعملية الرش لن نمل ابدا من تكرار احتياطات الامان اثناء عملية الرش بارتداء الملابس الواقيه او بدائلها ” عدم تناول الاطعمه او المشروبات او التدخين اثناء عملية الرش مع الحرص عاى عدم تواجد الاطفال و كبار السن فى محيط الرش. بعد الانتهاء من عملية الرش يجب خلع الملابس ووضعها فى كيس خاص وغلقه جيدا لحين اجراء عملية الغسيل لها وعلى الشخص القائم بالرش سرعة الاستحمام للتخلص من اى اثار للمبيد اثناء الرش .مع تنظيف الة الرش لضمان عدم انسدادها والحفاظ عايها وايضا حتى لا يحدث تلوث اثناء اجراء عمليات رش اخرى.
من المهم ان يكون الانسان حريص على نفسه واسرته و هذا الحرص بكل تاكيد سوف يعود على باقى المجتمع . وعلينا ان نطمئن تجاه انتاجنا الزراعى فليست المبيدات هى سبب الوفاة فى مصر وطبقا لاحصائيات وزارة الصحه ان 84% من اسباب الوفاه فى مصر هى الامراض الغير الساريه مثل الضغط والسكر والسمنه والتى تسعى الدوله لمعالجتهم من خلال حملة 100 مليون صحه و ارشادت للتغذيه السليمه وتعديل نمط التغذيه. كما ان استمرار عملية رصد متبقيات المبيدات فى الخضر و الفاكهة فى الاسواق المحلية ادت الى خفض مستوى متبيقيات بعض المبيدات فى المناطق التى ظهرت بها متبقيات نتيجة للاجراءات التى تتاخذ من قبل لجنة المبيدات .ومن هنا يكون لمشروع الرصد القومى لمتبقيات المبيدات مردود واضح على صحة المواطن العادى وهذا يتوافق مع مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي ان الصحة والغذاء الصحى ليست للاثرياء فحسب.